Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ألا ينبغي أن يكون ثبات أهل القدس أمام يهود درساً للمسلمين جميعا؟

 

 

 

الخبر:

 

تحدّت جموع المقدسيين على مدار أسبوعين إجراءات يهود المتمثلة بوضع بواباتٍ إلكترونيةٍ للدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، وكان يهود أيضاً بصدد تركيب كاميراتٍ ذكيةٍ إلا أن صمود المقدسيين الأبطال أبطل ما يخططون له.

 

التعليق:

 

بادئ ذي بدء نقول: إن البوابات الإلكترونية لا تعدو كونها جريمةً جديدةً من جرائم يهود الذين علوا واستكبروا وتجبروا في الأرض نتيجة تخاذل حكام المسلمين وقادة جيوشهم، ومعلومٌ أن جرائم يهود لا تتوقف، وقديماً قالوا: مَن أمِن العقوبة أساء الأدب، ولذلك يقوم يهود باستمرار بالتنكيل بمسلمي الأرض المباركة فلسطين لأنهم بالفعل أمِنوا تحرك قادة جيوش المسلمين تجاههم لقلعهم وقلع كيانهم وتحرير فلسطين كلها من شرورهم، بعد أن انشغلت جيوش المسلمين بقتال بعضها بعضاً إرضاء للغرب الكافر وتحقيقاً لمصالحه وتدميراً لمقدرات الأمة، ولذلك فإن معاناة أهل القدس وسائر أهل فلسطين لن تنتهي بإزالة تلك البوابات بل بإزالة الاحتلال كلياً من كل فلسطين.

 

إلا أن في صمود أهل القدس الأبطال لعظةٌ وعبرةٌ لجيوش المسلمين خاصةً وللمسلمين عامةً فهل من مدّكِر؟!

 

فإذا كان أهل القدس الأبطال بتحركهم السلمي وبصدورهم العارية قد تحدّوا قوة وبطش يهود، وأرغموهم على التراجع عن قراراتهم، أفلا يكون ذلك درساً لجيوش المسلمين الجرارة التي لا ينقصها عددٌ ولا عدةٌ؟ أفلا يكون ذلك دافعاً لهم ليتحركوا وليكتشفوا بأنفسهم أن كيان يهود، الذي جعل حكام المسلمين منه أسطورةً مرعبةً، ليس إلا كبيت العنكبوت لا حياة له ولا بقاء إلا بحبلٍ من الناس، فليقطعوا ذلك الحبل ليصبح هذا الكيان أثراً بعد عين!

 

وإن لم تعتبر جيوش المسلمين من صمود المقدسيين ولم تتحرك، أفلا يكون ذلك درساً بليغاً لأبناء الأمة الإسلامية؟ ألا يقوم المسلمون في بلاد المسلمين بالمرابطة قريباً من قصور الحكام الخونة وإجبارهم على إلغاء كل المعاهدات سيئة الذكر مع يهود وإجبارهم كذلك على تحريك جيوشهم باتجاه الأرض المباركة فلسطين لتحرير كل شبر منها وإعادتها عزيزةً إلى حظيرة الإسلام والمسلمين؟ وإنه لأمرٌ مؤسفٌ أن لا يدرك مئات ملايين المسلمين مدى قوتهم وتأثيرهم في الوقت الذي يتصدى بضعة آلافٍ من أهل فلسطين لآلة البطش اليهودي دون خوفٍ أو وجلٍ، فيا أيها المسلمون اعلموا أنكم أقوياء بإيمانكم، واعلموا أنكم أكثر ما يخاف منه الحكام الخونة، فكونوا عوناً لإخوانكم في فلسطين، واعلموا أن المظاهرات والمسيرات لن ترفع الضيم عن إخوانكم ولن تخفف من معاناتهم، وأن الكفيل بإنهاء معاناتهم وللأبد هو تحرك أبنائكم وإخوانكم من القوات المسلحة، فليكن هذا هو هدفكم وبهذا الاتجاه تحرككم والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أبو هشام

آخر تعديل علىالثلاثاء, 01 آب/أغسطس 2017

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.