الخميس، 07 ذو الحجة 1445هـ| 2024/06/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 120 السنة الأولى للهجرة - بناء المسجد النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 120

السنة الأولى للهجرة - بناء المسجد النبوي

 

 

 

منذ أن استقر النبي ﷺ في المدينة المنورة بعد أن أقام للمسلمين دولة الإسلام، بدأ دورًا جديدًا من حياته في الدعوة إلى الله، يتصرف فيه تصرف الحاكم الحريص على تدبير أمور رعيته، وتصريف شؤون دولته، لذلك قام ﷺ بأعمال من شأنها تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة الناشئة على أساس ثابت قوي ومتين، للحفاظ عليها وحمايتها من كل طامع أثيم، وكان أهمَّ هذِهِ الأعمالِ ثلاثةٌ هِيَ:

  1. بناءُ المَسجد.
  2. عَقدُ المُؤاخَاةِ بَينَ المُسلمين.
  3. كِتابَةُ الصَّحِيفَةِ التِي تُحَدِّدُ نِظَامَ حَياةِ المسلمين فيما بينهم، وعَلاقَتَهُم مَعَ اليَهُود. وسنأتي على ذكر هذه الأعمال بالتفصيل، ونبدأ ببناء المسجد.

لقد كان بناء المسجد أول عمل قام به رسول الله ﷺ بعد نزوله في دار أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - وَإِنَّ إقامَةَ المَسجِدِ هِي أوَّلُ، وَأهمُّ ركيزةٍ في بِنَاءِ المُجتمع الإسلامي. وذكرنا أن الناقة بركت في أرضٍ هامدةٍ، وَهُنَاك بُنيَ المسجد، وكانت القبلةُ إلى بيت المَقدِسِ يَومَئذٍ، فجُعل المسجدُ مُربعَ الشكلِ، مُتواضِعَ البِناءِ، أعمدتُهُ من جُذوعِ النخل، وَسقفُهُ مِنْ وَرَقِ النخيل.

 

وَكانَ رَسولُ الله ﷺ - وَهُوَ القَائِدُ - قُدوَةً لِأصحَابِهِ، يُسَاهِمُ مَعَهُمْ في البناء بنفسه، فَلمَّا رأوه يعمل، وَهُوَ يَنقلُ الحِجَارَة حَتى اغبَرَّ صَدرُهُ الشريفُ، قالوا: لئِـنْ قعَـدْنا وَالنَّبِيُ يَعمَلُ ... لَذاكَ مِنَّا العَمَلُ المُضَلَّلُ، والنبي صلى الله عليه وسلم يردد: «لا عيشَ إلا عيشُ الآخرةْ، اللهُمَّ ارْحَمِ الأنصَارَ وَالمُهَاجِرَةْ». وعلي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - يقول: لا يَستوي مَنْ يَعمُرُ المَسَاجدَا * يَدأبُ فِيهَا قائمًا وَقاعِدَا، وَمَنْ يُرَى عَنِ الغُبَارِ حَايِدَا.

 

وخلال سبعة أشهر أو أكثر تم بناء المسجد النبوي الشريف، وله ثلاثة أبواب، باب في مؤخرته وباب يقال له باب الرحمة، أو باب عاتكة، والباب الثالث الذي يدخل منه النبي ﷺ ويقال له باب جبريل.

 

وقد ظلّ المسجد على هذا الشكل حتى كثُر الناس، وضاق المسجد بأهله، فأدخل فيه رسول الله ﷺ الأرض الذي اشتراها عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، ثم وسّعه سيدنا عمر رضي الله عنه في خلافته، ولم يكن المسجد النبوي موضعًا لأداء الصلوات الخمس فحسب، بل كان منارة علمية، يتلقى المسلمون فيها أحكام دينهم، وقد خرَّجت آلاف الصحابة، وكان مقرًا للحكم، ومجلسًا للشورى، ومركزًا لقيادة وانطلاق جيوش الفتح الإسلامي، وكان دارًا تأوي عددًا كبيرًا من فقراء المهاجرين ممَّن يُسمَّون بأهل الصُفة...

 

كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع نخلة يُسند ظهره إليه. فلمّا كثُر الناس قال له أصحابه: لو اتخذت شيئًا تقوم عليه إذا خطبت حتى يراك الناس، فأمر ببناء المنبر. فلمّا صُنع له، وقام عليه حنّ ذلك الجذع إليه، وسُمع له صوت أنين، حتى أتاه النبي ﷺ فمسح عليه فسكن.

 

وفي روايةٍ: فلمّا كان يوم الجمعة قعد النبي ﷺ على المنبر الذي صُنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي ﷺ حتى أخذها فضمّها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسكّت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر. لقد حنّ إليك الجذع يا سيدي يا رسول الله، أفلا تحنُ إليك قلوبنا؟؟ بلى، والله!! 

 

صلى عليك الله يا خير الورى... تعداد حبات الرمال وأكثرا

 

يتبع بإذن الله... مع تتمة أعمال تأسيس المجتمع الجديد...  صلوا، وسلموا على معلم الناس الخير!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأحد, 30 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع