السبت، 01 صَفر 1447هـ| 2025/07/26م
الساعة الان: 22:43:31 (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

 خبر وتعليق - مصالحة طرابلس: مصالحة جدية- أم هدنة مؤقتة؟!

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1549 مرات

 

خبر وتعليق

مصالحة طرابلس : مصالحة جدية- أم هدنة مؤقتة.

 

إن ما جرى بالامس القريب من اجتماع معظم فاعليات طرابلس على اختلاف ولاءتهم السياسية وتوقيعهم على وثيقة مصالحة تتضمن البنود التالية :

1 - اتفاق جميع القيادات والفعاليات على تثبيت السلم والأمن والاستقرار ـ بشكل نهائي ـ وعدم اللجوء تحت أي ظرف إلى العنف والسلاح.

2 - اللقاء والمصالحة بين كل القوى على ساحة المدينة وبرعاية الدولة.

3 - إعلان قيادة الجيش في الشمال جدولاً زمنياً لعودة كل النازحين إلى منازلهم وتأمين كل ما له علاقة بأمنهم.

4 - تأمين منازل بديلة ومؤقتة للمواطنين الذين تتعذر عليهم العودة إلى منازلهم ـ لعدم صلاحيتها ـ وذلك عن طريق توفير بدل إيجار لهم إلى حين إصلاحها وعودتهم إليها.

5 - تسريع عملية تحديد الأضرار في الأرواح والأجساد والممتلكات من قبل الهيئة العليا للإغاثة وكل المؤسسات المعنية تمهيداً للتعويض الأكيد والعاجل على المتضررين.

6 - التمني على دولة رئيس مجلس الوزراء العمل على تأمين كل التعويضات اللازمة.

إن وثيقة المصالحة هذه برعاية رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، هو مجرد هدنة تستمر لمدة أشهر. تمت هذه المصالحة بسبب ضغوط خارجية من دول إقليمية ودولية مثل سوريا ومصر وفرنسا..... إذ إن سوريا أعربت على لسان رئيسها بشار الأسد أن ما يجري في الشمال يجب أن يتوقف وأن القوى المتطرفة الصاعدة -إشارة إلى السلفيين المدعومين من السعودية- يجب أن تفكك. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر المتضررين مما يجري هو النظام السوري بما له من تأثير على الداخل السوري بين المسلمين السنة والعلويين. وكذلك أعربت مصر على لسان وزير خارجيتها  أبو الغيط عن امتعاضها من صعود بعض الحركات المتطرفة في طرابلس. وقد عبرت فرنسا عما يجري في الشمال. كل ذلك دفع زعيم تيار المستقبل إلى المبادرة في هذه المصالحة خاصة وأنه شعر بتحرك للجيش اللبناني- الواقع تحت التأثير السوري لضرب القوى "الإسلامية" التابعة له ولذلك أراد أن يفوت الفرصة على الجيش بضرب عمامته.

إن من المؤلم أن نرى أبناء أمتنا وقوداً لفتن بين خصوم عملاء لدول عربية لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة وأن ترى "علماء" يفتون للناس بوجوب السير تحت أوامر زعماء علمانيين وعملاء بحجة مصلحة الطائف.

إن كل ذلك أعمال لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا خلاص لأبنائنا إلا بقيادة إسلامية واعية تحرص على رعاية أبنائها وفق شرع الله.

إقرأ المزيد...

  مع الحديث الشريف - نَضَّر َاللهُ امْرَءاً سَمِعَ مَقالَتِيْ

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1399 مرات

 

 ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ‏ ‏قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ‏ ‏زَادَ فِيهِ ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏ ‏ثَلَاثٌ لَا ‏ ‏يُغِلُّ ‏ ‏عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنُّصْحُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ" رواه ابن ماجه

جاء في شرح سنن ابن ماجه للسندي بتصرف يسير " قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ ( ثَلَاث لَا يُغِلّ عَلَيْهِنَّ) ‏‏ أَيْ ثَلَاث خِصَال مَخْصُوصَة بِالْإِضَافَةِ أَوْ التَّوْصِيف حَال كَوْنه كَائِنًا عَلَيْهِنَّ أَيْ مَا دَامَ الْمُؤْمِن عَلَى هَذِهِ الْخِصَال الثَّلَاث ‏
‏قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَلْب اِمْرِئٍ ) ‏‏لَا يَدْخُل فِي قَلْبه خِيَانَة أَوْ حِقْد يَمْنَعهُ مِنْ تَبْلِيغ الْعِلْم فَيَنْبَغِي لَهُ الثَّبَاتُ عَلَى هَذِهِ الْخِصَال حَتَّى لَا يَمْنَعُهُ شَيْءٌ مِنْ التَّبْلِيغ وَبِهَذَا ظَهَرَ مُنَاسَبَة هَذِهِ الْجُمْلَة بِمَا قَبْلهَا ‏
‏قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِخْلَاصُ الْعَمَل لِلَّهِ ) ‏‏أَيْ جَعَلَ الْعَمَل خَالِصًا لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ مِنْ مَحَبَّته أَيْ بِلَا عَدَاوَة ‏
‏قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَالنُّصْح ) ‏‏أَيْ إِرَادَة الْخَيْر وَلَوْ لِلْأَئِمَّةِ وَفِيهِ أَنَّ إِرَادَة النُّصْح لِلْأَئِمَّةِ يَكْفِي فِي إِرَادَته لِكُلِّ أَحَد لِأَنَّ فَسَاد الرَّعَايَا يَتَعَدَّى آثَاره إِلَيْهِمْ وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا أَنَّ رَئِيس الْأَئِمَّة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُصْحُهُ مَطْلُوبٌ بِهَذَا الْحَدِيث أَوَّلًا وَنُصْحُهُ يَتَضَمَّنُ النُّصْح لِتَمَامِ أُمَّته صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

‏إن حاجة الأمة في هذا الزمان لإشاعة مفهوم التناصح والعمل به كبيرة، سواء أكان على صعيد الأفراد والعلماء أم على صعيد الحركات والأحزاب، فالتناصح والمناظرة المبنية على النصيحة لا على التغالب مطلوب بين الحركات الإسلامية، وكل صاحب صلاحية بحاجة إلى النصيحة، وذلك لأنك لا تبصر كل عيوبك، ولا تعرف كل ذنوبك، فإذا طلبت منه النصح؛ بصرك بها، فعرفتها وتجنبتها. قال الغزالي لأنه يرى منه ما لا يرى من نفسه، فيستفيد من أخيه معرفة عيوب نفسه، ولو انفرد لم يستفد، كما يستفيد بالمرآة الوقوف على عيوب صورته الظاهرة، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن مرآة المؤمن"، وفي رواية "إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه". وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يستهدي ذلك من إخوانه، ويقول رحم الله امرءا أهدى إلى أخيه عيوبه، ويقول الحسن"قد كان من قبلكم من السلف الصالح يلقى الرجل الرجل، فيقول يا أخي: ما كل ذنوبي أبصر، وما كل عيوبي أعرف، فإذا رأيت خيراً فمرني، وإذا رأيت شراً فانهني"

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات - ما يَقُولُهُ الصّائِمُ إِذاْ أَفْطَرَ

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1327 مرات

 

    إذا فرغ الصائم من عبادة ربه بالصيام وأفطر ، فإن دعاءه عندئذٍ يخرج من فم امتنع طيلة النهار عن الأكل والشرب طاعةً لله وتعبُّداً أي يخرج من فمٍ عابدٍ لربه صابرٍ على الجوع والعطش فاستحق من الله سبحانه أن يستجيب دعاءه . فعلى المسلم عقبَ هذه العبادةِ ، بل وعقبَ كلِّ عبادة أن يحمد ربه وأن يدعوه ، وأن يُخلصَ في الدعاء ، لأن الدعاء آنذاك مقبول مستجاب بإِذن الله . فعن عبد الله بن أبي مُلَيكةَ قال : سمعت عبدَ الله بنَ عمرو بنَ العاص رضي الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن للصائم عند فِطرهِ لدعوةً لا تُردُّ ، قال ابن أبي مُلَيكةَ : سمعت عبدَ الله بنَ عمرو يقول إذا أفطر : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي ". رواه ابن ماجة (  1753 ) وسنده صحيح . ورواه الحاكم . ورواه أبو داود الطيالسي دون أن يذكر دعاء ابن عمرو . والذِّكْرُ والدعاء مشروعان بأية صيغة من الصيغ ولكنه بالمأثور أفضل . هذا وقد ورد في الذِّكرِ والأدعيةِ المأثورة عقبَ الصيام وبدء الإفطار ما يلي :

 1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ ، وثبت الأجرُ إن شاء الله " رواه النَّسائي في السنن الكبرى (  3315  ) وأبو داود والحاكم والبيهقي . ورواه الدارَقُطني وقال : إسناده حسن  .

 2- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قـال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صام ثم أفطر ، قال :" اللهم لك صمتُ ، وعلى رزقك أفطرتُ ... " رواه ابن أبي شيبة ( 2 /511  )  ورواه أبو داود ( 2358 ) والبيهقي من طريق معاذ بن زهرة.

 

 3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند الناس قال : " أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامَكم الأبرارُ ، وتنزلَّت عليكم الملائكة  " رواه الدارمي (  1773  ) وابن أبي شيبة والبيهقي وعبد الرزاق . وفي لفظ ثانٍ عند البيهقي (  4/240  ) ( ... وصلَّت عليكم الملائكة  )  فيستحبُّ للصائم إذا أفطر أن يقول ما يلي ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، ذهب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله  ) ثم له أن يدعو أيضاً بما شاء . ودعاء عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه (  اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي  )  فيضمها الصائم إلى دعائه إِن شاء .

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق - طرابلس الإسلام: نار تخيف ونور تبشر

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1556 مرات

الخبر:

      لقيت المصالحة التي رعاها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في طرابلس والتي وقع عليها ما يزيد على أربعين شخصاً من زعماء المدينة، لقيت اهتماماً سياسياً و إعلامياً كبيرين. وقد جاءت هذه المصالحة مباشرة بُعَيْدَ ما صرح به الرئيس السوري في القمة الرباعية التي انعقدت في دمشق بين رؤساء كل من سوريا وقطر وفرنسا ورئيس وزراء تركيا أردوغان, والذي شدَّد فيه على خطر التطرف, والسلفية المدعومة من دولة خليجية, وصرح فيه بأن الاستقرار في لبنان هش, وأنه لا جدوى من أي عمل ما لم تحل مشكلة التطرف, وأصر على ضرورة حلها بالقوة, وقال أنه طلب من الرئيس اللبناني وأصر عليه في اجتماع القمة بينهما إرسال قوات من الجيش اللبناني إلى طرابلس.

                                                  

التعليق:

      يذهب بعض المراقبين إلى أن المصالحة التي قام بها سعد الحريري هي عمل انتخابي, ولا شك أن المقاصد الانتخابية منها هامة جداً. إلا أن أهدافها تتجاوز المصالح الانتخابية بكثير, ويمكن أن نتذكر في هذا المجال ماصرح به وليد جنبلاط  قبل شهرين تقريبا من أن هناك صراعاً دولياً في مدينة طرابلس.

      وينبغي ملاحظة أن هذا السعي الحثيث من تيار المستقبل لاجراء المصالحة جاء بعد الوثيقة التي تم توقيعها بين حزب الله وفريق سلفي صغير, حيث أيدها حلفاء حزب الله وسائر أدوات سوريا في لبنان, ورفضها تيار المستقبل وحلفاؤه وسائر أدوات السعودية, ثم تم تعليقها.

      ونلاحظ أن عقد المصالحة هذا- الذي رعاه الحريري - ليس فيه وجود لحزب الله, وبالتالي فإن ما جرى يعد مواجهةً وإفشالاً للسياسة السورية في شمال لبنان, وهو أحد أعمال الصراع بين 8 و 14 آذار, و بين سوريا والسعودية.

      إن الصراع في لبنان يتجاوز حد المقاعد الانتخابية، إلى حد الاستماتة بين مشروعين, مشروع أمريكي أداته الرئيسة في لبنان سوريا وأدواتها, ومشروع أوروبي فرنسي أداته الرئيسة في لبنان السعودية وأدواتها وسائر فريق 14 آذار, حيث تسعى أمريكا إلى ضمان تحقيق سيطرة تامة على كافة مؤسسات الدولة وقوى المجتمع, وتجد في مسلمي طرابلس ومحيطها ثقلاً ليس لصالحها, لذلك فهي تريد اختراق هذه الساحة وتفتيتها وشرذمتها لأجل إضعاف خصومها, المتمثلين بتيار المستقبل في مواجهة مؤيدي 8 آذار في الشمال, لذلك فإن توقيع الوثيقة بين حزب الله وتيار سلفي صغير, وتأييد هذه الوثيقة من أدوات سوريا ليس إلا عملاً سوريا لاختراق الساحة وشرذمتها.

      لذلك كان هذا الأمر على مقدار بالغ من الأهمية, بل من الخطر على تيار المستقبل وفريق 14 آذار ومشروعهم السياسي عموماً, ما دفعهم إلى إفشال هذه المحاولة وإلى بذل ما يستطيعون لإجراء المصالحة شبه الشاملة في طرابلس, وإلى الهجوم العنيف على الرئيس السوري وحزب الله.

      إلا أن الأهم من هذا وذاك هو إدراك أن هذه الأعمال تندرج تحت الاستراتجية الأمريكية والتي باتت اليوم ذريعة استراتجية, على غرار ذرائعها في الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان, وهي ذريعة محاربة الإرهاب الذي يقصدون به الإسلام, والتي يشكل النظام السوري فيها رأس حربة في المنطقة. وهذا هو المنطوق الصريح لكلام بشار الأسد في القمة الرباعية, كما أنه كان من مواضيع البحث في القمة الثنائية بين بشار الأسد وميشال سليمان, مما يدل على أهمية الأمر لأمريكا ولعميلها.

      لقد قررت أمريكا, ورسمت دور الجيش والقوى الأمنية اللبنانية, بأنه دور داخلي فقط, وأنه لمحاربة الإرهاب والتطرف والأصولية, وليس للجيش اللبناني دور خارجي, وخصوصاً تجاه إسرائيل, والأمن الخارجي تتكفل به القوانين والاتفاقات الدولية, ودور الجيش وتسليحه وما يقدم له من دعم إنما هو بحدود الأمن الداخلي, ومحاربة الإرهاب والأصولية والتطرف...

      لأجل ذلك فإن أمريكا وسوريا تتعاونان في هذا الشأن بشكل كامل, وتقتضي هذه السياسة إثبات وجود هذا الإرهاب وخطره. لذلك فإن سوريا تقوم بصناعته وتعهده, ثم تقوم بتفعيله لتثبت وجوده وخطره على الاستقرار في لبنان وفي المنطقة والعالم.

      هذا الأمر هو ما قامت به سوريا في أيار 2007 في مخيم نهر البارد شمالي لبنان, وقطفت أمريكا ثماره.

      وهو ما سبق أن قامت به في جبال الضنية شمالي لبنان في العام 2000.

      وهو الذي تخطط لعمله حالياً في مدينة طرابلس وتصر عليه.

      إنه ذريعة استراتيجية أمريكية, وسورية أيضا, وتجد فيه أمريكا وسيلة ناجعةً لتحقيق مآربها في إجبار خصومها على أحد أمرين: إما الوقوع في قبضتها والخضوع لها وإما أن يكونوا فريسةً للإرهاب الذي تصنعه وتوجهه.

      إن ما يجب التحذير منه هو أن امريكا, وبواسطة عميلها بشار الأسد, لن تتراجع عن هذه السياسة الشيطانية, ولن يوقفها عن ذلك ما جرى من مصالحة في طرابلس, خصوصاً وأن أدوات الصراع في المدينة قد غلب عليهم الانقياد عن رضى واختيار للسياسين والزعماء الذين هم بدورهم أدوات للمشاريع الخارجية، فتراهم - وحتى باسم الإسلام - ينقسمون في تبعيتهم إلى فريقين, فريق يتبع 8 آذار ومن خلفهم, وفريق يتبع 14 آذار ومن خلفهم.

      لذلك - وللأسف - فقد ارتضوا أن يكونوا عود ثقاب يقدحه من يقدحه, ليشعل به حرائق تأتي على البشر والحجر وعلى الأخضر واليابس.

      إن ما يشهده العالم الاسلامي عموماً, ومنطقة طرابلس- اليوم- خصوصاً, هو ظاهرة تدل على أن الكفار المتصارعين على بلادنا لم يعودوا قادرين على التأثير في الناس وتحريكهم إلا من خلال الحركات والقيادات الإسلامية, وهذه الظاهرة فيها ما يدل على الصحوة الإسلامية, وما يبعث على البشرى لجهة أن الساحة لم يعد فيها ثقل لغير الإسلام. وفيها أيضاً ما هو مؤسف, إذ إن هذه الصحوة ما زال ينقصها الكثير لجهة إدراك معنى الولاء لله الذي يقتضيه الإيمان, ولجهة إدراك أن الإسلام الذي تحركوا لأجله يوجب عليهم التوكل الحق على الله تعالى, والسير في مشروع الإسلام العظيم نحو إقامة كيان الأمة, نابذين كل المشاريع الأمريكية أو الأوروبية, السورية أو السعودية, ونابذين كل الذين يستعملونهم عيدان ثقاب, يشعلونها لأجل أسيادهم ومصالحهم, و ليس لأجل الإسلام.

      ولنا فيما جرى ويجرى تجارب وعبر...

      فهذا هو ما يفعلونه مع السلفية في طرابلس وغيرها...

      وهو ما يفعلونه مع حزب الله... وهو ما يفعلونه مع حركة التوحيد الإسلامي... وهو ما يفعلونه مع ما يسمى جبهة  العمل الإسلامي... وغيرهم وغيرهم...والقائمة ليست قصيرة .

نسأل الله تعالى أن يأخذ المسلمون من ذلك العبر, وأن يصحوا على حقيقة أمر الله لهم من قريب.

      قال تعالى: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ}

      وقال أيضاً: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}. صدق الله العظيم . 

 

كتبه : محمود عبد الكريم

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع